responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 39


الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض ) أي جعل منهم خلفاء إلى غير ذلك [1] .
القول بالتصيير التكويني يوجب عصمة الأنبياء والأئمة :
ومن القول بالتصيير التكويني ، يستفاد أن يكون الخليفة المبعوث معصوماً ، وذلك فإن العصمة - كما سيأتي في مبحثها الخاص - هي امتناع النبي أو الإمام عن ارتكاب المعصية كبيرة أو صغيرة .
- وهو قول الإمامية خاصة - لأن التصيير الإلهي لنفس النبي أو الإمام الملكوتية ، يجعل فيها ملكة الترفع عن ارتكاب الذنوب ، فإن الله تعالى لما صيّر « نفس » المبعوث المبلّغ جعل فيها من العناية والإعمال ما أبعدها عن معصيته وجعل فيها ملكة الطاعة مستوفية لبلوغ الكمال الذي يرتضيه الله تعالى لأوليائه وحججه الذين يبلّغون رسالته ، فلا يناسب قولنا إن الله صيّر الخليفة على نحو من التصيير والعناية الإلهية وهو مع ذلك تتوق نفسه إلى المعصية وارتكاب القبائح ، فإن ذلك لا يناسب الغاية من التصيير الإلهي للخليفة وهي الطاعة لله تعالى وأن يكون دالاً للعباد عليه . فاذن مقالة الجعل والتصيير الإلهي ، دليلها عصمة النبي والإمام ، وذلك فإن قولنا أن الإمام معصوم ، وهو عين قولنا أن الإمام مصيّر بالتصيير الإلهي وبما يناسب الحكمة من البعثة ، وهو التبليغ إلى رسالات ربه في مقام يليق بشأن الرسالة وحكمة التبليغ ، فلا يعقل أنّ من صيّره الله تعالى خليفة وحجّة على خلقه وبعنايته ، ثم نجوّز عليه المعصية وارتكاب الذنوب .



[1] تفسير القرطبي لأبي عبد الله القرطبي ج 1 ص 264 دار إحياء التراث العربي - بيروت .

39

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست