responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 38


على المبتدأ والخبر وهما قوله ( في الأرض خليفة ) فكانا مفعولين ومعناه مصيّر في الأرض خليفة . . والخليفة من يخلف غيره ويقوم مقامه . . وإنما سماه الله خليفة « أي آدم » لأنّه يخلف الله في الحكم بين المكلفين من خلقه وهو المروي عن ابن مسعود وابن عباس والسدّي [1] .
وكذا الكلام نفسه في الآيات الدالة على الإمامة وهي الخلافة ، فإن الجعل الإلهي بتصيير الإمام إماماً هو المقصود منها ، فالآيات الكريمة إشارة إلى العناية الإلهية في شخص الإمام وإلى جعل وتصيير لنفسه القدسية وشخصه الملكوتي ، فإن المنصب الخطير هذا ، وهو الولاية الكبرى والإمامة العظمى لا يكون تعيينه بيد الأمة عن طريق اجماعها ، ولا بالقوة والغلبة كما ذهب إليه البعض ، فإن ذلك خلاف النص القرآني ولا يحتمل التوجيه ، ولا يقبل التأويل .
قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره عند تعرضه لآية ( إني جاعل في الأرض خليفة ) قال : هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع لتجتمع به الكلمة ، وتنفّذ به أحكام الخليفة . ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلاّ ما روى عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم ، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه قال : إنها غير واجبة في الدين بل يسوغ ذلك وإن الأمة متى أقاموا حجهم وجهادهم وتناصفوا فيما بينهم وبذلوا الحق من أنفسهم وقسّموا الغنائم والفئ والصدقات على أهلها وأقاموا الحدود على من وجب عليه أجزأهم ذلك ولا يجب عليهم أن ينصبوا إماماً يتولى ذلك ، ودليلنا قول الله تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) وقوله تعالى ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) وقال ( وعد الله



[1] تفسير الفخر الرازي ص 180 دار الفكر بيروت .

38

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست