نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 37
قوله تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) إنما قال جاعل وما قال خالق لمعنيين : أحدهما أن الجاعلية أعم من الخالقية فإن الجاعلية هي الخالقية وشئ آخر ، وهو أن يخلقه موصوفاً بصفة الخلافة ، إذ ليس لكل أحد هذا الاختصاص ، كما قال تعالى : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) أي خلقناك مستعداً للخلافة فأعطيناكها ، والثاني : إن للجعلية اختصاصاً بعالم الأمور وهو الملكوت وهو ضد عالم الخلق لأنه هو عالم الأجسام والمحسوسات كما قال تعالى ( ألا له الخلق والأمر ) أي الملك والملكوت فإنه تعالى حيث ذكر ما هو مخصوص بعالم الأمر ذكره بالجعلية لامتياز الأمر عن الخلق كما قال تعالى : ( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ) فالسماوات والأرض لما كانتا من الأجسام المحسوسات ذكرهما بالخلقية والظلمات والنور لما كانتا من الملكوتيات غير المحسوسات ذكرهما بالجعلية ، وإنما قلنا الظلمات والنور من الملكوتيات لقوله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) فيفيد أنها من الملكوتيات لا من المحسوسات ، وأما الظلمات والنور التي من المحسوسات فإنّها داخلة في السماوات والأرض فافهم جيداً فكذلك لمّا أخبر الله تعالى عن آدم بما يتعلق بجسمانيته ذكره بالخلقية ( إني خالق بشراً من طين ) ولما أخبر عما يتعلق بروحانيته ذكره بالجعلية وقال : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) وفي إني جاعل إشارة أخرى وهو اظهار عزة آدم ( عليه السلام ) على الملائكة لينظروا إليه بنظر التعظيم ولا ينكروا عليه بما يظهر منه [1] . وقال الرازي في تفسيره للآية : جاعل من جعل الذي له مفعولان دخل
[1] تفسير روح البيان لإسماعيل البروسوي ج 1 ص 95 دار احياء التراث العربي - بيروت .
37
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 37