نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 26
دون غيرهم ، وإلى ذوي الأحساب دون عداهم ، وكأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاطب في حديثه هذا فطرة الناس ونزعة الاحساس في أن لا يتقدم في هذا الأمر إلاّ أهله . وإذا كانت قريش سيدة العرب دون منازع فمن هي قريش التي عناها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقوله ، وقصدها بعنايته ، جميعها ، وهي خمسة وعشرون بطناً ، فإذا ضمت إليها أحلافها عُدّوا إلى الثمانين [1] ، أم بيت من بيوتاتها ؟ وقد عرفت أن الحديث الشريف قد عدَّ اثني عشر خليفة ، فإن حصر المعدود لا يناسب هذه الجمهرة من قريش . بنو هاشم المرشحون للأمر أم غيرهم ؟ ولا نعني أن قريش مطلقاً قد حازت على كرائم الصفات ، بل في قريش من المثالب ما شاركت بها قرنائها من القبائل ، فليس كل قريش قد ترفعت عما يشينها ، بل اختصت بالفضيلة أوسطها نسباً وأكرمها حسباً . فالمستفاد من السير وتواريخ العرب ، أن هاشماً كان سيد قومه ، وشريف قريش ، وجيهاً فيها حتى ذاع صيته في الأمصار والأقطار ، ودانت له مكة والحجاز ، وبجّلته اليمن ومن والاها ، وعرفته الحبشة ، وما حاذاها ، وكان له مع الشام وأطرافها غزة وغيرها أخبار مجد وسيادة . قال ابن سعد في طبقاته : كان [ أي هاشماً ] صاحب إيلاف قريش ، وإيلاف قريش دأب قريش ، وكان أول من سنَّ الرحلتين لقريش ، ترحل إحداهما في الشتاء إلى اليمن ،
[1] راجع جمهرة النسب لأبي المنذر هشام بن الكلبي برواية السكري عن ابن حبيب . عالم الكتب بيروت ط 1968 .
26
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 26