نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 25
كنانة ، وأما الحسب فقد جمعت قريش مكارم الشرف والسؤدد ، حتى ميزتهم عن العرب قاطبة . نقل الدكتور جواد علي عن المستشرق « كستر » مختارات من فصول الجاحظ الموجودة في المتحف البريطاني ما نصه : وكانت قريش كريمة لم ترض بالغارات والغزو ، ولا بالظلم ، ولم تقبل بالوأد ولا بالدخول بمن يقع في أيديهم أسرى من النساء ، وكان من فضائلهم أن منّ الله عليهم بالإيلاف ، فأغناهم وجعلهم « لقاحاً » فلم يخضعوا لملك من الملوك بل كانت الملوك تأتي إلى مكة ، وتنظّم البيت وتحترم سكانه وهم قريش الحَمْس . . ثم قال : إن قريش عرفت ب « أهل الله » [1] . هذا ما كان من أمر قريش ، سيادة ووجاهة ، سؤدداً ومجداً ، فقد تدينوا بأجلّ الصفات وأحسنها ، حتى سادوا العرب وأعرابها ، من الجزيرة إلى اليمن ، لا يألون جهداً من المكرمات ، يترفعون عن كل منقصة تحط من أقدارهم ، ويتنزهون عن كل دنية تشوب في أحسابهم ، حتى ذلت لشرفهم رقاب العرب ، وتواضعت لعزهم تيجان الملوك ، وطاب ذكرهم ، وحسُنَ صيتهم وذاعت مكارمهم ، وطارت فحلّقت في سماء فارس والروم . هذه هي حيثيات سيادة قريش على العرب ، وهي ذاتها الأسباب التي جعلت العرب وما والاها تدين لقريش الكرائم وتحمد لها أحسابها ، وتفتخر بسيادة قريش عليها ، وكأن العربي لا يدين إلاّ إلى ذوي الحسب من الصفات ، ولا يقنع إلاّ إلى ذوي المحمدات ، وليس وحده العربي قد امتاز بهذه النزعة ، فإن الناس كلهم يشتركون في هذا الاحساس ، فيرغبون إلى ذوي الرفعة
[1] المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام د . جواد علي 6 : 365 راجع أيضاً معجم البلدان للحموي في بلد مكة 5 : 186 دار صادر بيروت 1979 .
25
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 25