نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 206
مقالتكم بعدم جواز الصغائر والسهو ، وكنا وإياكم سواء . قلنا : هذا غير صحيح ، لأن العصمة ملكة نورانية جعلها الله لأنبيائه وأوصيائه من الأئمة المهديين ، بعدما عرف الصدق منهم ، في طهارة ذواتهم ، واستعداد نفوسهم المتعلقة بجماله وجلاله والتائقة دائماً إلى الحق تعالى ، ولا يُفهم من ذلك اضطرارهم إلى العصمة وعدم قدرتهم على مقارفة الذنوب لبطلان المدح لهم والثناء عليهم ، بل نقول إن العصمة تسديد إلهي وهِبَةٌ قدسية ، لمن أوجد من نفسه استعداداً فائقاً على مجاهدة النفس ولاصبر على الطاعة ، والتوطن على بُعد المعصية ، وإلى هذا أشار الشيخ الطوسي بقوله « ونعني بالعصمة وجود أمر في الإنسان المعصوم يصونه عن الوقوع فيما لا يجوز من الخطأ والمعصية » [1] . وليس في ذلك من محال على الله تعالى ولا على أنبيائه وأوصيائهم ببعيد . وكذا فإن الغرض من تنصيب الإمام هو ارشاد الخلق إلى الحق ، وتقويم الأمة عند خطأها لا تقويم الإمام إذا أخطأ أو تسديده إذا نسي ، ولو صح ذلك لكان من لم يقع منه الخطأ ، لم يكن محتاجاً إلى إمام وهو خلاف ما أجمعت عليه الأمة من وجوب الحاجة إلى إمام لعموم المكلفين مطلقاً ، ولقد أجاد شيخ الطائفة في جوابه عن هذا الاشكال بقوله إن « هذا باطل لان علة الحاجة إلى الرئيس ليست هي وقوع الخطأ ، بل هي جواز الخطأ عليهم ، ولو كانت العلة وقوع الخطأ لكان من لم يقع منه الخطأ لا يحتاج إلى إمام وذلك خلاف الاجماع . ومع هذا فلا يجوز أن يكون الشيء يحتاج إلى غيره في وقت يحتاج ذلك الغير إليه بعينه ، لأن ذلك يؤدي إلى حاجة الشيء إلى
[1] الميزان في تفسير القرآن للسيد الطباطبائي ح 2 ص 134 .
206
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 206