responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 177


الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) قال نزلت في القائم وأصحابه » [1] .
على أن الفهم الإمامي لفكرة المهدي لم يكن استجابة لرغبة عاطفية كانت ردة فعل لظروف الحرمان الاجتماعي ، ولمحاولات القهر السياسي ، بل هي فلسفة واعية ناضجة تنبثق من الوعي الإمامي لفلسفة الإمامة ولنيل اللطف الإلهي الموصل إلى أرقى درجات اكتمال الشخصية المؤمنة « . . . والذي يدل على أنها لطف - أي الإمامة - ما علمناه بجريان العادة : من أن الناس متى كان لهم رئيس منبسط اليد قاهر عادل يردع المعاندين ويقمع المتغلبين وينتصف للمظلومين من الظالمين اتسقت الأمور وسكنت الفتنة ودرّت المعائش وكان الناس مع وجوده إلى الصلاح أقرب ومن الفساد أبعد .
ومتى خلوا من رئيس - صفته ما ذكرناه - تكدرت معائشهم وتغلب القوي على الضعيف . . . وكانوا إلى الفساد أقرب ومن الصلاح أبعد وهذا أمر لازم لكمال العقل من خالف فيه لا تحسن مكالمته » [2] إذن فلم يكن الحرمان السياسي والاجتماعي سبباً في فكرة المهدي كما ادعاها البعض ، ولعل محاولات يائسة لصرف الأمة عن أقدس عقيدة ؛ نجحت في جمع شتات الأمة الإسلامية المتناثر ولمِّ شعثها ولم تجد الأمة ما تتوسل به في تأليف فرقتها ووحدة كلمتها بأروع ما تجده في فكرة الإمام المهدي ، فقد اتفقت كتب الفريقين وتسالمت على وجوب ظهور المصلح والمنقذ بعدما تكالبت الفتن وتآزرت قوى الشر للوقعية برسالة السماء ، وإذا بالأستاذ أحمد أمين



[1] الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني ص 340 مكتبة الصدوق طهران .
[2] تخليص الشافعي للشيخ الطوسي ج 1 ص 70 .

177

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست