نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 176
لمستقبل الأحداث ، مشحونة بأدلة قرآنية ثابتة وسنة نبوية رشيدة ترتسم خطى المسيرة البشرية الممتدة إلى ما شاء الله من القهر والامتهان والانحراف و « ليس المهدي تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب بل هو عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها وصياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله - على الرغم من تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب - إن للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض تحقق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير وهدفها النهائي . . . وإذا كان فكرة المهدي أقدم من الإسلام وأوسع منه فإن معالمهما التفصيلية التي حددها الإسلام جاءت أكثر اشباعاً لكل الطموحات التي أنشدت إلى هذه الفكرة منذ فجر التاريخ الديني . . وذلك لأن الإسلام حوّل الفكرة من غيب إلى واقع ومن مستقبل إلى حاضر ومن التطلع إلى منقذ تتمخض عنه الدنيا في المستقبل البعيد المجهول إلى الإيمان بوجود المنقذ فعلاً . . . فلم يعد المهدي ( عليه السلام ) فكرة تنتظر ولادتها ونبوءةً تتطلع إلى مصداقها بل واقعاً قائماً تنتظر فاعليته وإنساناً معيناً يعيش بيننا بلحمه ودمه نراه ويرانا ويعيش مع أمالنا وآلامنا . . . » [1] . والإمامية تصدت للأطروحة القرآنية المهدوية بما هي نزعة إصلاح وانقاذ لأمة تعاني من حيث الظالمين ، وقد برمجتها أحاديث النبي والأئمة ( عليهم السلام ) بما ينسجم ومفهوم التغيير الإسلامي ومنهجية الاصلاح المحمدي ، فمن تلك الآيات القرآنية ما فسّره أهل البيت ( عليهم السلام ) من أن نزولها كان في المهدي وأصحابه فعن الصادق ( عليه السلام ) « في معنى قوله عز وجل ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلّفنّهم في الأرض كما استخلف
[1] بحوث حول المهدي للشهيد الصدر رض مطبعة الميناء بغداد 1978 م .
176
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 176