تعتقد الإمامية بظهور المهدي من آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المشخّص باسمه واسم آبائه الطاهرين : محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم أفضل صلوات الله وتحياته .
لقد تعزز اعتقاد الإمامية بالمهدي فضلاً عما ورد في روايات متواترة ، هو إيمانهم بأن الأرض لن تخلو عن حجة يعمل بكتاب الله ويقيم حدوده يبيّن معالم دينه ، فما في بحار المجسلي عن الصادق عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) أنه قال في خطبة له على منبر الكوفة : اللهم إنه لا بد لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولا يضل تبع أوليائك بعد إذ هديتهم به إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم أو مترقب إن غاب عن الناس شخصه في حال هدنتهم فإن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثّبتة فهم بها عاملون [1] .
ومن هذه الفلسفة الإمامية تكبر فكرة المهدي على مرور الزمن الممتد بالظلم والطغيان لتعم شعوب الأرض المقهورين ، بعدما أكدتها الفطرة الإنسانية السليمة بلزوم ظهور المصلح والمنقذ في آخر الزمان ، إلاّ أن أطروحة المهدي الإمامية عززتها رؤية إسلامية واضحة ، ونظرة محمدية

[1] البحار 23 / 49 دار الكتب الإسلامية طهران .

175