نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 168
وهو على فراش الموت ، فحاول أن يضع اللمسات الأخيرة على مشروعه الذي كُلّف بتبليغة ، وهو تعيين عليّ من بعده وبحضور جمهور المسلمين ، إلاّ أن التيار السياسي المناهض لهذا المشروع تحرّك بكل ثقله ، والنبي بعد لما يفارق الدنيا ، محاولاً تطويق ما سيتركه النبي من وصيته الخطية التي تقيّد جميع مشاريعه وتكبح جماح طموحاته ، فوقف بوجه النبي معارضا معلناً مناهضته لأية وصية تتعهد بذكر الخليفة الشرعي ، متحدياً أي جهد يقف أمامه ومهما كانت جهة صدوره ، فإن الظرف السياسي الطارئ سيزحف على جميع المشاريع السياسية ، ويطيح بكافة الترتيبات التي اتخذتها قواها ، لذا عاجلت النبي بالوقوف في وجهه حتى اتهمته بالهجر وعدم وعي ما يقوله وما يكتبه ، ولما رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خطورة الموقف وتكالب التيارات السياسية وقد ضربت طوقاً شديداً على أي تصرف يصدر من النبي ، وأقامت عنده تراقب أي تحرك لغير صالحها ، فقد رأى النبي حراجة الموقف وأن جهات سياسية مستعدة لضرب أي جهد يصدر منه بل اخفاءه ، حتى لو كلف الأمر إلى تمزيق الأمة ونشوب الفتنة ، ورأى أن وصيته ستكون بين أمرين لا ثالث لهما ، إما إخفاؤها تماماً عن أعين الأمة ، وإما طعن ما ورد فيها بأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما كتب هذه الوصية إلا وهو في حالة لا يعي ما يقول ، فإن مرضه جعله يهجر في قوله ، وستزحف هذه التهمة المفتعلة إلى كل حديث قاله في حق الخليفة الشرعي ، بل سيكون تفريط القوى السياسية المناهضة للموروث النبوي بأنه ما صدر إلا عن رجل تنتابه حالة الهجر والجنون فحسبنا كتاب الله ، لذا أعرض النبي - بأبي وأمي - بعدما رأى شدة الموقف وحراجته عن وصيته الخطية ، واكتفى بما تركه للأمة من موروثه المبارك ، راجياً من الأمة حفظهُ أمانةً إلهية مصونةً .
168
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 168