نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 152
دعاني النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم قال : فلحقته بالجحفة وأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال يا رسول الله الله أنزل فيَّ شيء ؟ قال : لا ولكن جبرائيل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك . وقد أخرج الحديث ابن عساكر من خمسة عشر طريقاً [1] . ولا يخفى على البصير أن كلمة « مني » لا تعني غير التبعيض الروحي الذي قصده النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في جملة من أحاديثه ، فإن علياً صار في إيمانه ومعرفته لله تعالى جزءاً من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، تنزل عليه فيوضات ربه لتختصه بإمامة التبليغ وخلافة الرسالة ، وليس المقصود من هذا التبعيض هو التبعيض الأُسَري الذي يقصد منه أنه لا يبّلغ إلاّ أنا أو من أهل بيتي ، فإن العباس وغيره من بني هاشم قد حضروا فتح مكة وأحاطوا بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلم يخصهم بتبليغ رسالته ، فأحكام الله تعالى أجل من أن تحيط بها دائرة القربى الضيقة ليستأثر بها قوم دون قوم ، وقربى دون قربى ، بل أحكامه مقصورةٌ على من امتحن الله قلبه على الإيمان . وأنت تتابع حديث سورة براءة ، فإنك ستجد ما يثير الحديث من نكتة مهمة وإشارة جليلة خطيرة وهي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث أولاً أبا بكر لتبليغ براءة ثم أردفه بعلي أن يأخذها منه ليبلغها هو فإنه لا ينبغي أن يؤدي إلاّ هو أو رجل منه ، فما الحكمة من ذلك ؟ ولماذا لم يكن قد أمر علياً من أول الأمر لتبليغ سورة براءة حتى يرسله ليأخذها من أبي بكر أمام أمة من المسلمين ، وجموعهم قد احتشدت حول أبي بكر وأحاطت بناقته يحدّقون برسول النبي الفاتح الذي يلقي عليهم بيانه الأول ليعلن فيه اجراءته التالية عند قدومه مكة وما كان على
[1] انظر تاريخ دمشق لابن عساكر تحقيق محمد باقر المحمودي ج 2 ص 376 إلى ص 388 .
152
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 152