نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 153
أهلها من فعله حيث تعلق الأمر بدمائهم وأموالهم وأعراضهم وهم وجلون من الطارئ الجليل الذي حل بين ظهرانيهم متشوقون لسماع ما يلقيه مبعوثه الشخصي لقراءة بيان الفتح ، وكان أبو بكر قد احتل في تلك الساعة موقعاً مهماً في أعين المكيين وأخذ من نفوسهم أثراً وهو على وشك أن يتلو عليهم بيان الفاتح القادم ، وإذا بالأمر يتغير عند قدوم علي بن أبي طالب ليأخذ سورة براءة ويبلغها إلى الناس بأمر الله فإنه لا ينبغي أن يبلّغ ذلك إلاّ النبي أو رجل منه ، وقد جرى الحديث أو طرف منه أمام الناس والملأ من المكيين الذين تهيأوا لاستقبال النبي ، متوجسين من المرحلة القادمة ، فمنهم من أسرَّ إسلامه يراقب الأحداث عن كثب ليسجّل في ذاكرته كل حدث ، ومنهم من بقي على شركه وكفره يتربص للساعات الآتية ، وإذا بأول حادثة تجري أمامهم حتى صارت من أشد ما ارتكز في ذاكرتهم وثبت في أذهانهم أن علياً من النبي لا يؤدي عنه إلاّ هو ، وقد فهم المكيون يومها أن خليفة النبي القادم بعد حين ووزيره والمبلغ عنه هو ابن أبي طالب الذي عهدوه مسلماً مؤمناً منذ صباه وقد لازم محمداً وترعرع في أحضانه ؛ فلا غرابة أن يعهدوه خليفةً ووزيراً بل كان مجيئه إليهم وتبليغه سورة براءة يتلوها على أسماعهم هو أنسب للمكيين لما تركه ابن أبي طالب من ذكريات المناصرة والدفاع والفتوة والتضحية لدين ابن عمه فكان تبليغه إليهم أبلغ في نفوسهم من غيره . ولقد كانت هذه الحادثة الخطيرة قد استوعبت مهمتين في آن واحد ، إحداهما تنصيب علي بن أبي طالب مبلّغاً عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ لا يؤدي عنه إلاّ هو ، وهي في نفس الوقت قد ألغت لياقة غيره في التبليغ عنه ، فكيف بخلافته ؟ مما حدى بالمكيين أن يسجّلوا هذه الواقعة في ذاكرتهم من أن التبليغ عن النبي لا يؤديه إلاّ علي ، فهو بخلافته أذن ، أجدر .
153
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 153