نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 151
يؤدي ما أبلغه النبي من أحكام الكتاب ، وعلى هذا صار معنى الخلافة هي تأدية الأحكام وتبليغها ، وإلاّ ما الذي يقصده النبي من التأدية غير رسالة ربه ، وما الذي عند النبي غير أحكام ربه ، فصار من يخلف النبي مؤدياً عنه ، وقد انحصرت مهمة التأدية في شخص علي للاستثناء الذي يفيد العموم ، فإن عموم مهمة النبوة وهي التبليغ منحصرة في علي وهو الخليفة . ويدل عليه ما رواه المحدثون من تبليغ سورة براءة ، حيث رجع أبو بكر عن تبليغها بأمر النبي وقد أمر علياً بتبليغها فلما سأله أبو بكر عن ذلك قال لا يبلّغ إلاّ هو أو رجل منه ، وهي إشارة واضحة إلى أن التبليغ في حياته لا يكون إلاّ بواسطته أو بواسطة رجل منه فكيف بعد موته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإن الأولى أن يكون المبلغ لأحكام الله بعد نبيه هو ذلك الرجل الذي بلّغ في حياته وخصّه بمهمته ، لذا روى ابن عساكر في تاريخ دمشق ما أورده عن زيد بن يتبع عن أبي بكر أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعثه ببراءة إلى أهل مكة وأنه لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة وأن من كان بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مدة فأجله إلى مدته ، وأن الله عز وجل برئ من المشركين ورسوله . قال : فسار بها ثلاثاً ثم قال لعلي : ألحقه فَرُدَّ عَليَّ أبا بكر وبلّغها أنت قال : ففعل فلما قدم أبو بكر على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكى وقال يا رسول الله حدث فيّ شيء ؟ قال ما حدث فيك إلاّ خير ولكن أمرتُ أن لا يبلغه إلاّ أنا أو رجل مني [1] . وعن سماك عن حنش عن علي قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم
[1] انظر تاريخ دمشق لابن عساكر تحقيق محمد باقر المحمودي ج 2 من ص 376 إلى ص 388 .
151
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 151