نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 117
من شجاعة وحكمة حرب ، ليفتح الله على يديه ، وكانت تلك الحادثة إشارة واضحة إلى استحقاق علي لاهتمام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم يكن قد تعامل معه على أساس العاطفة أو القربى وفي المسلمين من بني هاشم وبني عبد المطلب ما ينوف عددهم على سرية حرب ، بل كانت حراجة الموقف يومذاك أن يختار النبي أمرس المسلمين في القتال وأجلاهم في ساحات الوغى ؛ والمسلمون قد التفوا حول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفيهم من شيوخ الصحابة وكبار المسلمين ، فكان اختيار النبي لعلي وقد عقد له الراية ضمن برنامج قتالي محكم يديره النبي بإرادة السماء . كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد عمل في خيبر بالأسلوب الاستشاري أولاً لئلا تكون للمسلمين الحجة عليه فيعتذر أحدهم مثلاً أن النبي قد تعدانا إلى علي ولو عرض علينا الراية لكنا أحق من علي بالفتح ، فعن أبي سعيد الخدري قال : أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الراية فهزها ثم قال من يأخذها بحقها فجاء الزبير فقال أنا فقال امض ، ثم قال رجل آخر فقال أنا فقال امض ثم قال آخر فقال أنا فقال امض فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لا يفر ، هاك يا علي فقبضها ثم انطلق حتى فتح الله عليه فدك وخيبر وجاء بعجوتها وقديدها [1] . وفي هذا الحديث نجد أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد عرض على أصحابه الراية واشترط أن يكون « الآخذ بحقها » وهي إشارة إلى أن حق الراية هي اللياقة التي تؤهل حاملها إلى الفتح والنصر العزيز ، والظاهر من الحديث أن قدوم الزبير ورجلين آخرين على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استجابة لندائه ورد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقوله : « إمضِ » يحتمل وجهين : الأول أن قوله « إمض » ، أي امضِ إلى النزال
[1] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي ج 9 ص 124 .
117
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 117