نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 118
وقد رجع بعد ذلك ولم يفتح على يديه ، ويحتمل أن يكون قوله امضِ بمعنى الرجوع أي ارجع فليس الراية لك وليس الفتح من شأنك ، وهو بعيد لمنافاة ذلك مع أدب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد كان كريماً مع أصحابه يعاملهم بالحسنى والخلق الجميل ، وليس ما يوجب ارجاع من لبى نداءه بعد دعوته وهي حجة ستكون لهؤلاء على النبي بأنهم استجابوا إليه ولم يعطهم الراية وقد حابى ابن عمه في ذلك ، فبقي الاحتمال الأول أقرب إلى الوقوع وهو عدم قدرة الأصحاب على الفتح يومذاك وهو ما تؤيده رواية بريدة التالية : روى النسائي عن عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبا بريدة يقول : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فلم يفتح له ، فأخذه من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إني دافع لوائي غداً إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له ، قال بريدة وبتنا طيّبة أنفسنا أن الفتح يكون غداً ، فلما أصبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الغداة ثم قام قائماً ودعا باللواء والناس على مصافهم فما منا إنسان له منزلة عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلاّ وهو يرجو أن يكون صاحب اللواء فدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد فتفل في عينيه ومسح عينيه فدفع إليه اللواء وفتح الله عليه . قال بريدة وأنا ممن تطاول لها [1] . لقد استعمل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأسلوب التجريبي في محاولة الفتح هذه ليترك للمسلمين خيار المنازلة أو التأخير ، فلما استتم الأمر وقد أصاب الناس الجهد والشدة كما في تعبير الحديث ؛ خشي رسول الله من التأخير أكثر من ذلك حيث تواكل المسلمون كلٌ على الآخر وقد تزعزع المسلمون