responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 116


فيكون قائداً ميدانياً ينزل مع المسلمين إلى ساحات الوغى ، وأن لا تكون قيادته تشريفية يدير المعارك من داخل بلاطه المكتظ بمطيبات الحياة ولذائذها .
والشجاعة في أعراف القيادة هي ملكة نفسانية تعني في بعض الأحيان كمال الإدارة في تنفيذ الخطط واعدادها ، وفي أحيان أخرى تعني مواجهة الصعاب بقلب راسخ ونفس ثابتة الجنان ، وكلا المعنيين يجتمعان ليقدّما معنى الشجاعة والحزم والثبات ، وليس الشجاعة هي مجرد القدرة الجسمانية على ابداء حركات يتم من خلالها قتل نفر من العدو فقط ، بل هو انتزاع النصر بالخطط والمحافظة عليه للانتقال إلى مراحل أخرى من الفتح العسكري المبرمج ضمن خطة الخليفة الذي يتحرك على أساس منهجية الفتح الإسلامي والتوسعة التبليغية ، وقد تظافرت جهود المشركين على محاولات الرد المعاكس والهجمات الفكرية المضادة ، فكلما تقدّم الزمن احتاجت القيادة الإسلامية إلى الخلافة الإلهية لصد محاولات التيار المضاد واحباط عمليات الانقلاب الفكري الذي يكيد بالإسلام والمسلمين . ومن خلال النصوص النبوية نجد أن في علي بن أبي طالب تكاملت شخصية القيادة الإلهية ، فالشجاعةُ وحدها غير كافية للوصول إلى الاستعدادِ والكمالِ الشخصي ، بل امتازت شجاعته بحسن التدبير والحنكة في التخطيط ، وهي المواصفات التي دفعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أن يعقد الراية يوم خيبر ، فقد كان الإسلام مهدداً في ذلك اليوم العصيب الذي تراجع فيه المسلمون عن اقتحام حصون العدو وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين خيارين ، إما ترك الأمور للمسلمين ليجرّب كلٌ حظه في المنازلة ، وهي عملية تستغرق الوقت الكافي لالتفاف المشركين على المسلمين وسحقهم ، وإما أن يدعو علياً ليعقد الراية له وقد خَبِرهُ من مقاتل جلد لا تأخذه في الله لومة لائم ؛ وسينازل العدو بما أوتي

116

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست