ولقد روى حديث الراية الذي أكد حب الله ورسوله لعلي غير واحد من الصحابة كما نقل ذلك العلامة بدر الدين أبي محمد بن احمد العيني في عمدة القاري في شرحه لصحيح البخاري فقال [1] : رواه جماعة من الصحابة غير سهل : أبو هريرة - علي - سعد بن أبي وقاص - الزبير بن العوام - الحسن بن علي - ابن عباس - جابر بن عبد الله - عبد الله بن عمر - أبو سعيد الخدري - سلمة بن الأكوع - عمران بن حصين أبو ليلى الأنصاري - بريدة بن عامر بن أبي وقاص وآخرون .
المناقشة الثانية عشر : - حديث المنزلة أسهم حديث المنزلة في رفد المشروع الإلهي للخلافة وشارك في جملة الترتيبات التي بينت للمسلمين وفي منتهى الوضوح - المعالم التي ينبغي توفرها في شخص من يقوم مقام النبي من بعد رحيله . وقد تعرض هذا الحديث - كغيره من الأحاديث - إلى الحذف والتشويه تارة ، والإساءة ، إلى مفهومه تارة أخرى ، وذلك من خلال بعض الكتابات التي حاولت اخفاء سيرة طويلة متكاملة من الاعداد النبوي لعلي مقروناً بتثقيف الأمة على تعيين الخليفة الشرعي وتقديمه على أنه اللطف الإلهي الذي حظيت به الأمة بعد لطف النبوة ، وسوف يكون إهمالها فيما بعد والتفريط به هو أحد النكبات التي أطاحت بشخصية الأمة والتي صاغتها الرسالة النبوية وجاهدت من أجل إعادة تركيبتها الاجتماعية لصالح النزعة الإنسانية والفطرة الإلهية السليمة .

[1] عمدة القاري شرح صحيح البخاري المسمى بالعيني على البخاري ج 8 ص 216 دار الفكر بيروت .

141