نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 140
بوجدان صادق واحساس متفاعل مع مبادئ الرسالة ومعطياتها ، وكلما تنامت هذه الحالة لدى المؤمن انقلبت إلى حالة أخرى هي أرقى من الحالة الأولى وأكمل في عطائها ، تلك هي حالة حب الله ورسوله لهذا المؤمن الذي فني في حبهما من قبل ، إن الحب هو غاية المعرفة ومنتهى التسليم والوصول إلى أرقى درجات الحقيقة ، فحب الله تعالى هو غاية معرفته ومنتهى التسليم له وأرقى ما تصل إليه النفس من الدرجات في معارج الحقيقة والمعرفة : بل هو النظر القلبي للحق تعالى بنوره وفيضه . وعلي بن أبي طالب حاز من مراتب الحب لله تعالى ما لا يعرفه إلاّ الله ، فحظي بحب الله له ورسوله وهي غاية المراد في العبودية ومنتهى الرضا في الطاعة ، لذا جاء حب الله لعلي متوافقاً لحبه لله تعالى ومنسجماً مع معرفته إياه ، فكان حب رسول الله له شهادة على ما وصل إليه ابن أبي طالب من جمال المعرفة وكمال العبودية لله عز وجل . قال ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري : وقوله في الحديثين : إن علياً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، أراد بذلك وجود حقيقية المحبة ، وإلاّ فكل مسلم مشترك مع علي في مطلق هذه الصفة ، وفي الحديث تلميح بقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ، فكأنه أشار إلى أن علياً تام الاتباع لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى اتصف بصفة محبة الله له ، ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم من حديث علي نفسه قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد [1] .
[1] فتح الباري شرح صحيح البخاري لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ج 7 ص 72 .
140
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 140