أصحابه ، فقال لي : والله لئن سقط من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون الطالب بها غيري ! فتعجبت من قولهما ، وعرفت المتوكل ما وقفت عليه من أمره ، وسمعته من الثناء فأحسن جائزته ، وأظهر بره وتكرمته » . أقول : إسحاق بن إبراهيم الطاهري من الأمراء وقادة الجيش عند العباسيين وكان والي بغداد من قبل المتوكل ، والطاهري نسبة إلى طاهر بن الحسين ، وهو قائد جيش المأمون الذي دخل إلى بغداد وقتل أخاه الأمين ! ووصيف التركي من كبار قادة الجيش العباسي في سامراء ، وكان كفيل المستعين الذي صار خليفة . ( تاريخ الطبري : 7 / 433 ) . فكلاهما من أركان الدولة العباسية ، ومع ذلك لهما اعتقاد ديني بالإمام الهادي ( عليه السلام ) ! ورغم مراقبة المتوكل وتضييقه على الإمام ( عليه السلام ) كانت له مكانة وهيبة في سامراء ومنزلة خاصة في نفوس رجال القصر وعائلة المتوكل ، حتى أن والدة المتوكل كانت تنذر له النذور لقضاء حوائجها ، وابنه المنتصر صار من شيعته . وقد حاول المتوكل أن يشوه صورة الإمام ( عليه السلام ) ويجبره على مشاركته في شرب الخمر فلم يستطع : « كان المتوكل يقول : ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا ، أبى أن يشرب معي أو ينادمني أو أجد منه فرصة في هذا ! فقالوا له : فإن لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف ، يأكل ويشرب ويتعشق . قال : إبعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس ونقول ابن الرضا ! فكتب إليه وأشخص مكرماً وتلقاه جميع بني هاشم والقواد والناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها ، وحول الخمارين والقيان إليه ووصله وبره وجعل له منزلاً سَرِياً حتى يزوره هو