وبهم أبر وإليهم أسكن منه إليك ، إن شاء الله تعالى . والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وكتب إبراهيم بن العباس وصلى الله على محمد وآله وسلم » . ويتضح منه هيبة المتوكل للإمام الهادي ( عليه السلام ) ، وأنه كان اتهمه بالتحضير للثورة عليه ! وأمر والي المدينة بمضايقته ، ثم قرر أن يحضره إلى سامراء . وفي بحار الأنوار ( 50 / 207 ) عن مروج الذهب للمسعودي ، قال : « عن يحيى بن هرثمة قال : وجهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص علي بن محمد بن علي بن موسى ( عليه السلام ) لشئ بلغه عنه ، فلما صرت إليها ضج أهلها وعجوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله ! فجعلت أسكنهم وأحلف أني لم أؤمر فيه بمكروه ، وفتشت منزله فلم أصب فيه إلا مصاحف ودعاء وما أشبه ذلك ، فأشخصته وتوليت خدمته وأحسنت عشرته ، فبينا أنافي يوم من الأيام والسماء صاحية والشمس طالعة إذ ركب وعليه ممطر قد عقد ذنب دابته فتعجبت من فعله ، فلم يكن من ذلك إلا هنيئة حتى جاءت سحابة فأرخت عزاليها ، ونالنا من المطر أمر عظيم جداً فالتفت إلي فقال : أنا أعلم أنك أنكرت ما رأيت ، وتوهمت أني أعلم من الأمر ما لم تعلم ، وليس ذلك كما ظننت ولكني نشأت بالبادية ، فأنا أعرف الرياح التي تكون في عقبها المطر فتأهبت لذلك ! فلما قدمت إلى مدينة السلام ( بغداد ) بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان على بغداد فقال : يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله ( ص ) والمتوكل من تعلم ، وإن حرضته عليه قتله وكان رسول الله خصمك ! فقلت : والله ما وقفت منه إلا على أمر جميل ! فصرت إلى سامراء فبدأت بوصيف التركي وكنت من