ودعا علياً ( عليه السلام ) وأصعده المنبر ورفع بيده وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ! وقد روى أتباع السلطة هذه الحديث النبوي وصححوه ، لكنهم عملوا بعكسه ، ورفعوا في مقابل أئمة العترة شعار الصحابة وقدموهم عليهم ! بل أبعدوا أهل البيت ( عليهم السلام ) واضطهدوهم وقتلوهم ، واضطهدوا شيعتهم ! قال أبو الفتح الكراجكي في كتابه التعجب / 150 : « ومن العجب أنهم يسمعون قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق . وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي . في أمثال هذه الأخبار الواردة مورد الظهور والانتشار ، المتضمنة إعلامهم بأن الله تعالى قد أزاح بأهل بيت نبيه ( عليهم السلام ) عللهم وأغناهم بهم عن غيرهم ، فيهجرونهم ولا يرجعون في مسألة من الفقه إليهم ، ويتعلقون بأذيال مالك وأبي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود وابن حنبل ، المختلفي الأفعال والأقوال ، المتبايني الأحكام في الحلال والحرام ، فيتبعونهم مقتدين بهم ، ويعتمدون عليهم في معالم الدين ، ويتقربون بما يأخذونه منهم إلى رب العالمين ، ويقولون هم علماء الأمة وفقهاء أهل القبلة ، وأئمة الأنام وحفظة الإسلام ، الذين هذبوا الشرع وتمموا الناقص من السمع ! ومن سواهم لا يأخذون منه علماً ، ولا يصوبون له عملاً ! بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً » . ونورد فيما يلي شريطاً لأقوال النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيان مكانة علي ( عليه السلام ) وخلافته ، فقد أكَّد النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليه وعلى العترة ( عليهم السلام ) في كل مراحل نبوته من أولها إلى ختامها .