أن يكون حريصاً على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه ، لأنه خازن المسلمين ، فعلى ماذا يحرص ؟ ولا يجوز أن يكون حسوداً لأن الإنسان إنما يحسد من فوقه وليس فوقه أحد ، فكيف يحسد من هو دونه ؟ ولا يجوز أن يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل ، فإن الله عز وجل قد فرض عليه إقامة الحدود ، وأن لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله عز وجل . ولا يجوز له أن يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة ، لأن الله عز وجل حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا ، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحداً ترك وجهاً حسناً لوجه قبيح وطعاماً طيباً لطعام مر ، وثوباً ليناً لثوب خشن ، ونعمةً دائمةً باقية لدنيا زائلة فانية » ! ( وعلل الشرائع : 1 / 204 ، والخصال / 215 ) أقول : هذه الدرجة إنما أعطاها الله للمعصوم ( عليه السلام ) بجهاده . قال الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : « إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الاقتراح عليه والرضا بما يدبرهم به . إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبراً لمَّا يساوهم فيه غيرهم ، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم ، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم » ! ( أمالي الصدوق / 539 ) . 6 - من الأدلة على عصمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) الأدلة على عصمة نبينا ( صلى الله عليه وآله ) كثيرة وصريحة ، فكل أدلة نبوته تدل على عصمته ، وسلوكه الذي كان تحت منظر المسلمين وتحت مجهر أعدائه ، يدل على أنه لم