3 - الطرق العلمية لمعرفة الله تعالى توجد ثلاث طرق لمعرفة الله تعالى ، والمعرفة الإنسانية عموماً : 1 - طريق الكشف الذاتي : فإن خاصة أولياء الله تعالى يعرفونه به : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَئٍ شَهِيدٌ . وفي دعاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « يا من دلَّ على ذاته بذاته » ( البحار : 84 / 339 ) . وفي دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) : « متى غبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بَعُدْتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟ ! عَمِيَتْ عينٌ لا تراك عليها رقيباً » . ( البحار : 64 / 142 ) . وفي دعاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : « بك عرفتُك ، وأنت دللتني عليك ، ودعوتني إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت » . ( البحار : 95 / 82 ) . 2 - دليل العِلِّيَّة : فكل إنسان إذا نظر إلى نفسه وما حوله ، يدرك أن عدم وجود هذا الشئ ليس محالاً ، بل وجوده وعدمه ممكنان ، لأن ذات الشئ لا تتضمن ضرورة وجوده أو عدمه ، وهو يحتاج إلى سببٍ يوجده ، وبما أن كل جزء من أجزاء العالم يحتاج إلى من يعطيه وجوده ، فمن الذي أعطاه الوجود ؟ ! إن قيل خلق نفسه ، فيقال : فاقد الشئ لا يعطيه ! وإن قيل أعطاه الوجود موجودٌ آخر مثله ، يقال : هذا الآخر عاجزٌ عن إيجاد نفسه فكيف يوجد غيره ؟ ! وهكذا كل جزء في العالم ، فالمعدوم لا يمكن أن يكون سبب وجود لشئ ! ولهذا كان وجود هذه الموجودات دليلاً على وجود خالق لها لا يحتاج إلى غيره ،