وهو قول الله تعالى : أم خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَئٍ أم هُمُ الْخَالِقُونَ . وقد سأل رجل الإمام الرضا ( عليه السلام ) : « يا ابن رسول الله ما الدليل على حدوث العالم ؟ فقال : أنت لم تكن ثم كنت ، وقد علمت أنك لم تُكوِّنْ نفسك ، ولا كوَّنك من هو مثلك » . ( البحار : 3 / 36 ) . 3 - دليل النظم الكوني : فكل ما في الكون مخلوق على قواعد وأصول ، بعلم وحكمة ، من أصغر ذراته إلى أكبر مجراته ! فكما نستدل بالسطر مكتوب على وجود كاتبه ، فكذلك نستدل بالنبتة على وجود خالقها عز وجل ، فأي علم وحكمة أعطى الماء والتراب سراً يبعث الحبة من يبسها وموتها نباتاً حياً سوياً ؟ وأعطى لجذرها قدرة على شق الأرض والعثور على قوته وغذائه في مائدة التراب الغنية . وأي قدرة وحكمة خلقت الجذور واعيةً لعملها ، ضاربةً في أعماق التربة . والجذوع والفروع باسقةً إلى أعلى الفضاء ! يكافح كل منهما قانوناً يضاده ويمضي في مساره ، هذه في الأعماق وهذه في الآفاق ؟ ! إن التأمل في شجرة واحدة وأنظمتها ، من عروقها إلى آلاف أوراقها ، يبعث في الإنسان الدهشة والذهول أمام علم الخالق وقدرته اللا متناهية : أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ . ( راجع مقدمة منهاج الصالحين للوحيد الخراساني ) .