responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الشيعة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 201


وهم عاجزون عن الإجابة لأن الأذن والأعصاب تنقل الذبذبات إلى المخ ، وهي موجودات محسوسة ، والسمع الذي نسمع به وجودٌ غير محسوس !
وفي الحقيقة أن الأذن ليست هي التي تسمع ، بل هي جهاز ينقل الذبذبات كأي طبلة وأسلاك ، والمخ ليس هو الذي يسمع ، بل هو جهاز ينقل الإشارات إلى السمع ، فهذا السمع إن كان موجوداً مادياً فأين هو وأين مكانه ؟ وإن لم يكن موجوداً فلا يمكن أن نسمع ! ولا جواب إلا أنه موجود غير مادي عرفناه بالعقل فهو غيبي وليس مادياً !
ويدل على أن السمع ليس انعكاساً مادياً لأدواته ، أن أدواته لو لم توجد فهو موجود ، ولو وجدت وسيلة أخرى غير الأذن تؤدي دورها لحصل السمع !
وإن أصروا على أن السمع أثر للمادة ، فالسؤال : هل هو أثرٌ مادي أم غير مادي ؟ فإن كان مادياً فأين هو ؟ وإلا فقد سقطت النظرية الحسية من أصلها !
فالصحيح في السمع والحس أنه موجود بشكل مستقل عن الجسم ، وأنه قوةٌ من قوى الروح التي ترتبط بالبدن بنحو تتقبل رموز تفاعلاته المادية ، وتترجمها إلى مدركات ! والذي يكلمك ليس بدن مخاطبك بل روحه ، بوسيلة آلية معينة . والذي يفهم منه ويجيبه ليس بدنك بل روحك بواسطة آلية معينة !
قال الله تعالى : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً . ( الإسراء : 85 ) . وستبقى معلومات البشر عن الروح قليلة ، وستبقى روح المؤمن والملحد التي بين جنبيه لغزاً ، بها يحيا ويفكر ويتساءل ولا يعرف عنها إلا القليل ! وكلما اكتشفوا معلومة منها ، انكشفت جوانب أكثر إعجازاً وإلغازاً !

201

نام کتاب : عصر الشيعة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست