فإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا يحملون خشبة الخلاف مع المسلمين ، ولا يحترمون اجتهاداتهم المخالفة لهم ، مع أن الفكر الوهابي كله اجتهاد شخص هو محمد بن عبد الوهاب ، بل هو مقلد لمجتهد آخر اسمه ابن تيمية ؟ ! لكن الشيعة وضعوا شروطاً مشددة للمجتهد ، منها أن يكون مجتهداً في عدة علوم يتوقف عليها الاستنباط الفقهي مثل النحو واللغة والمنطق والبلاغة والتفسير والحديث وأصول الفقه . . وأن يكون بلغ درجة الإجتهاد التي تعرف بشهادة الفقهاء الكبار ، حتى لا يدخل المتطفلون والحفاة ، فيعبثون بمسائل الدين ويصدرون الفتاوى باسم الإجتهاد ! ولهذا السبب احتاج المجتهد الشيعي إلى أهلية خاصة ، وجهد كبير ، ووقت طويل حتى يصل إلى درجة الإجتهاد ، واحتاج المرجع إلى وقت أطول حتى يكون مرشحاً للمرجعية ، وهذا هو السبب في أنك لا تجد مرجعاً شاباً للشيعة ، فغالباً ما يكون في الخمسينات والستينات من عمره . 3 - منهج التصحيح والتضعيف عند الشيعة قامت الخلافة العباسية بحصر المذاهب في أربعة ، وأقفلت باب الإجتهاد فلا يحق لأحد من علماء الأمة مهما بلغ شأنه العلمي أن يكون مجتهداً ، ويجب عليه أن يقلد أحد الأئمة الأربعة : المالكي والشافعي والحنفي والحنبلي . كما قامت السلطة بتبني كتابين في الحديث على أنهما هما الصحيحان ، وألزمت