الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، وقيل : مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة . ومات ( رحمه الله ) ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مائة ، وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين ، بميدان الأشنان ، وضاق على الناس مع كبره ، ودفن في داره سنين ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر ( عليه السلام ) . * * وأرخ له المتعصبون ضدنا ، فقال ابن كثير في النهاية : 12 / 19 : « ابن النعمان شيخ الإمامية الروافض ، والمصنف لهم والمحامي عن حوزتهم ، كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف لميل كثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيع ، وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف ، وكان من جملة تلاميذه الشريف الرضي والمرتضى ، وقد رثاه بقصيدة بعد وفاته في هذه السنة ، منها قوله : < شعر > من لعضل أخرجت منه حساما * ومعان فضضت عنها ختاما من يثير العقول من بعدما * كن هموداً ويفتح الأفهاما من يعير الصديق رأياً * إذا ما سل في الخطوب حساما < / شعر > وقال اليافعي في مرآة الجنان في تأريخ مشاهير الأعيان : 3 / 28 : « كان عالم الشيعة وإمام الرافضة ، صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلم أيضاً ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، و كان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية ، وقال ابن أبي طي : كان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس . وقال غيره : كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد . وكان شيخاً ربعة نحيفاً أسمر . عاش ستاً وسبعين