3 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ( قدس سره ) قال الشيخ علي أكبر الغفاري في ترجمته في مقدمة كتاب « الإفصاح » ملخصاً : « هو شيخ الأمة ورئيس متكلميها ، ورأس فقهائها : أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان ، ابن التابعي الجليل الشهيد سعيد بن جبير . العكبري البغدادي ، المعروف بابن المعلم ، الشهير بالمفيد . ولد في الحادي عشر من ذي القعدة بعُكْبَرا ، وهي مدينة تقع شمال بغداد على الضفة الشرقية لنهر دجلة سنة 336 أو 338 ، وتوفي ببغداد ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان المبارك سنة 413 ، وكان يوم وفاته كيوم الحشر كما وصفه بعض المؤرخين ، شيَّعه ثمانون ألفاً ، وصلى عليه تلميذه الشريف المرتضى علي بن الحسين ، بميدان الأشنان الذي ضاق على الناس رغم سعته ، ولم يُرَ يوم أكبر منه لشدة زحام الناس للصلاة عليه ، ومن كثرة بكاء المؤالف والمخالف . ولا عجب فقد فَقَدَ العلم به حامل لوائه ، وزعيم طلائعه ، ورائد الفكر وفارسه المعلم ، وكميه المقدام ، وثلم الدين بموته ثلمة لا يسدها شئ . كان ( قدس سره ) شيخاً ربعة ، نحيفاً أسمر ، خشن اللباس ، كثير الصلاة والصوم والتقشف والتخشع والصدقات ، عظيم الخشوع ، ما كان ينام من الليل إلا هجعة ثم يقوم ويصلي أو يتلو كتاب الله أو يطالع ، أو يُدَرِّس . ، من أحفظ الناس . قيل إنه ما ترك للمخالفين كتاباً إلا حفظه ! كان دقيق الفطنة ، ماضي الخاطر ، حاضر الجواب ، حسن اللسان والجدل ، ضنين السر ، جميل العلانية ، بارعاً في جميع العلوم ، حتى كان يقال : له على كل