نام کتاب : عرفت معنى الشفاعة نویسنده : السيد ماجد كمونه جلد : 1 صفحه : 26
الإرادة الإلهية للمغفرة ، ومن موجباتها فعلاً . . قوله تعالى : { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } حيث دلت الآية الشريفة على أن الشفاعة نفسها هي التي تنفع المؤمن ، ولا تنفع الكافر ( 1 ) . . ولا بد من التنبيه هنا إلى أن البعض قد خلط بين علم الله المسبق بالتوبة والشفاعة ، وبين الإرادة ، مع أن الفرق بينهما كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار ، إذ أن ارتكاب المعصية يوجب أن يصير القرار الإلهي الفعلي في حق العاصي هو العذاب ، مع أن الله سبحانه يعلم - في نفس الوقت - بأنه سوف يتوب ، أو سوف تناله الشفاعة ، لكن علمه هذا لا يوجب تغيّر هذا القرار الذي كتبه عليه من العذاب الذي استحقه بالمعصية إلا بعد حصول التوبة ، فإذا حصلت التوبة ، أو حصلت الشفاعة ، فإنها توجب حصول إرادة فعلية جديدة تتعلق بالمغفرة . . فيزول القرار الأول ، والإرادة الأولى - إن صح التعبير - بنفس وجود هذه الإرادة الفعلية الجديدة . وكمثال على ذلك نذكر : أن الله سبحانه كان يعلم بأنه سيخلق ثموداً وعاداً مثلاً ، وأنهم سيكفرون ، وسينزل العذاب عليهم . . لكن علمه هذا ليس معناه أن إرادة
26
نام کتاب : عرفت معنى الشفاعة نویسنده : السيد ماجد كمونه جلد : 1 صفحه : 26