نام کتاب : عجائب أحكام أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : السيد محسن الأمين جلد : 1 صفحه : 9
على عاتقهم مسؤولية إقامته وصيانته ، بل والنهل من هذا البحر المعطاء ، وأصبح التراث لديهم وكأنه مخطوطات قديمة في علوم العربية والإسلام قد أكل عليها الزمن وشرب ، تحتاج لمن ينفض عنها الغبار قبل أن يقوم بأي شئ آخر . فقد غاب عنهم أن تراثنا هو معاد معنوي ، وهو غذاء وضياء ، قد استوعب ثمار عقول سلفنا الصالح في مختلف مجالات العلم والمعرفة ، من رياضيات ونجوم وكيمياء وطب ، وغيرها من العلوم التي تكمن في أعماق جذور ذاتنا ، والتي لا تجد من يعني بها ، وأن تلك النهضة الجبارة قد سبقت ظهور المطبعة وأجهزة الإعلام والنشر ، فاعتمد الكتاب على الخط والنسخ في الجمع والتدوين والتأليف والنشر ، وأن صرف النظر عن الماضي من المحال ، لأنه صرف عن الزمان ، وصرف عن الذات ، والزمان قطعة منا وعبثا نرتبه في الذات إلى ماض وحاضر ومستقبل ، ونقسمه إلى ساعات وأيام ، فنحن نعيش الزمان كله ، شئنا ذلك أم أبينا ، بالقوة أو بالفعل ، يقول ذلك علم النفس ، ويحكيه علم الاجتماع ( [1] ) . ولا يغيب عن بالنا أن أمتنا في الوقت الذي كانت تعيش فيه نهضتها المباركة كان الغرب الأوربي يعيش في ظلمات عصوره الوسطى . تقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ " : كانت النهضة العلمية تساير عصور القوة للدول الثلاث ، وكان بيت الحكمة في بغداد ، ومكتبة العزيز في القاهرة ، ومكتبة الزهراء في قرطبة ، عنوان هذه النهضة ، ورمزا معبرا عنها ، وآية من آيات عزها . كما كانت دور الكتب العامرة في المشرق ، ومن أشهرها : مكتبة المدرسة النظامية ، وخزائن كتب النجف الأشرف ، وخزانة سيف الدولة في حلب ، والمدرسة النورية ، ومكتبة أبي الفدا في حماة ، والظاهرية في دمشق ، وبني عمار