نام کتاب : عجالة المعرفة في أصول الدين نویسنده : محمد بن سعيد الراوندي جلد : 1 صفحه : 33
لأنه لو كان له ثان واستغنى عنه من كل وجه ، لما استغنى عنه في العدد ، وهو كونهما اثنين ، وقد فرضناه غنيا من كل وجه . وأيضا : لما تميز الواحد من اثنين ، إذ كان من كل وجه مثله ، فبماذا يتميز منه ؟ ! وأثبات ما لا يتميز يفضي إلى الجهالات . وكما لا ثاني له ، فلا جزء له : لأنه لو كان له جزء ، لاحتاج إلى ذلك الجزء ، فيكون محتاجا إلى غيره ، وقد فرضناه غنينا من كل أحد . فقد ثبت أنه واحد لا ثاني له ، ولا جزء له . مسألة [ في التنزيه ولوازمه ] : ولما ثبت غناه وعلمه ، فكل ما يجوز على المحتاج لا يجوز عليه : فلا يحتاج إلى الجهة ، ليشغلها ، فلا يكون جوهرا . ولا إلى التركيب ، فلا يكون جسما . ولا إلى المحل ، فلا يكون عرضا . ولا إلى الزمان ، إذ قد ثبت قدمه ، فبطل عدمه . ولا إلى المكان ، إذ هو من لواحق الجسم . ولا يختار إلا ما هو صلاح العباد ، لأنه لا يحتاج إلى فعله ، فلا بد من أن يكون قد خلق الخلق لغاية تؤدي إليها حكمته ، وتلك الغاية تكون كمال خلقه .
33
نام کتاب : عجالة المعرفة في أصول الدين نویسنده : محمد بن سعيد الراوندي جلد : 1 صفحه : 33