نام کتاب : عجالة المعرفة في أصول الدين نویسنده : محمد بن سعيد الراوندي جلد : 1 صفحه : 34
والطريق إلى ذلك الكمال لا يخلو : إما أن يفعله هو ، [ أ ] وأن يعلمنا الطريق إليه : وما يفعله هو ، لا يخلو : إما أن يفعله - أولا - لا من شئ ، ويسمى ذلك الفعل مخترعا . أو يخلق شيئا من شئ ، وهو المتولد . والمخترع يكون مبدأ المتولد ، لأنه لا بد وأن يبتدئ أولا ، ثم يخلق منه شيئا . فقد عرفت - حينئذ - أن الملائكة ملأ خلقهم الله - تعالى - لا عن شئ ، لما علم أن كنه قدرة البشر لا يبلغ أدنى أثر ، جعل الملائكة واسطة المتولدات ، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه : من حملة عرشه وسكان سماواته والذاريات والمرسلات وغيرهم ، ممن لا يعلمهم إلا الله - تعالى - كما قال : ( . . . وما يعلم جنود ربك إلا هو . . . ) [ الآية ( 31 ) من سوره المدثر ( 74 ) ] . والمقصود من هذا : أن العبد لا يصل إلى كماله ونجاته إلا : إما بفعله ، كخلقه . [ أ ] وبعث الملائكة إلى ما يحتاج إليه ، وإعلامه بأن كماله فيما هو ؟ وهو الكلام في النبوات . * * *
34
نام کتاب : عجالة المعرفة في أصول الدين نویسنده : محمد بن سعيد الراوندي جلد : 1 صفحه : 34