نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 48
التأويل عند أهل السنة والجماعة : مما لا ريب فيه أن علماء الإسلام الشيعة والسنة أولوا ظاهر بعض الآيات والأحاديث الدالة على التجسيم ولم يحملوها على ظاهرها ، والتأويل عند الشيعة واضح بالخصوص في الآيات القرآنية والأحاديث التي يتوهم فيها البسطاء من الناس التجسيم ، كما أنه عند علماء السنة ليس بخفي على من تتبع كلماتهم في هذا الباب ، إلا أن ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وجميع الوهابيين أثاروا شبهة في ذلك ، حتى تأثر بعض وأنكر أن يكون للتأويل قائل من علماء الإسلام السنة ، وقد عقدنا هذا الفصل لكي نبين به بطلان دعوى هؤلاء المجسمة الذين هم أيضا يذهبون إلى التأويل ولكن إذا كان بصالح التجسيم والتشبيه . وإليك بعض الأعلام من السنة الذين أولوا الألفاظ التي تفيد التجسيم . أولا - أحمد بن حنبل : ففي مناقب أحمد بن حنبل للحافظ البيهقي نقل عن أبي الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابن رئيسها : أنكر الإمام أحمد على من قال بالجسم ، وقال : إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة ، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول ، وعرض ، وسمك ، وتركيب ، وصورة ، وتأليف ، والله سبحانه خارج عن ذلك كله ، فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل ، ونقل ابن الجوزي ذلك في دفع شبع التشبه [1] . وهذا الكلام واضح أن استنادهم في إفكهم لأحمد ليس بصحيح ، لأنه يصرح بعدم جواز حمل هذه الألفاظ على معانيها اللغوية لكونها تفيد الجسمية والله سبحانه وتعالى ليس بجسم .