نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 30
ليلة ، كنزوله من على المنبر ، لأن نزوله وهو مخلوق له خصائص ثابت بخلاف نزول الله تعالى . إذن لا بد من الالتزام من تنزيه الله من خصائص صفات المخلوقين ، كما أفاده في هذا الموضع دون غيره من المواضع ، إلا إنا لا نعجب من كونه في كل موضع يقول شيئا ، بعد أن اطلعنا على ما قاله ابن بطوطة إن ( في عقله شئ ) . وبعد قول صاحب ( فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان ) الفقيه الشيخ سلامة الشافعي أنه : إمام المدافعين عن بيضة أهل التشبيه ، وشيخ إسلام أهل التجسيم ممن سبقه من الكرامية وجهلة المحدثين الذين يحفظون وليس لهم فقه فيما يحفظون . أحمد بن عبد الحليم ( المعروف بابن تيمية ) فهو يرمي إمام الحرمين ، وحجة الإسلام الغزالي بأنهما أشد كفرا من اليهود والنصارى في كتابه ( الموافقة ) المطبوع على هامش ( منهاجه ) لقولهما بالتنزيه [1] وقال عنه أيضا ب ( أنه من أهل الهوى ) [2] . وسوف نوافيك ببعض أقوال علماء الإسلام فيه وفي مبتدعاته في فصل ( ابن التيمية في الميزان ) . التشبيه بصورة التنزيه : هناك كلمات من المجسمة والحشوية لا يشك أدنى متأمل أن القول بها يستلزم التشبيه ، ولكن بعض من لا يتفاعل مع اللغة العربية - إلا إذا كان هذا التفاعل بصالحه - يصرف هذه الأحاديث والكلمات الصريحة في التشبيه ويحملها على معنى آخر ، وهو أن هذه النصوص تبين صفات الله تعالى لا تفهم ولا تدرك إلا أنها كصفات المخلوقين . ويتذرع في ذلك بدليل يصح أن يستدل به في بعض الموارد التي لا مجال للوجدان اللغوي والعرفي ولا للعقل أن يفهمها كالذات المقدسة ، وأما
[1] فرقان القرآن ، ص 61 - 62 . [2] نفس المصدر ص 66 .
30
نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 30