إلى آخر ما هنالك مما يوجهون به جرائمهم تجاه من يقيم مأتماً لرجل هو من أفضل الصحابة ، وأحبهم إلى الله ورسوله . السنّة السيئة : لعن أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر : ومن جهة أخرى فمن الواضح : أنه لا يجوز اللعن إلا لمن أمر الله بلعنهم ، مثل : الكافرين ، والظالمين . ولكن فلننظر إلى أولئك الذين يقتلون الشيعة لأجل إقامتهم المآتم في عاشوراء ، فإنهم لم يتهموا ، ولم يستحلوا دم ولا مال أحدٍ ممن كانوا يلعنون علياً أمير المؤمنين عليه السلام صهر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وابن عمه ووصيه ، الذي يدور الحق معه حيث دار . . فقد بقي عشرات السنين يلعن على منابر المسلمين في الشرق والغرب [1] . بل قال البعض : كان بنو أمية يلعنون علياً على سبعين ألف منبر ، على ما سنه لهم معاوية [2] . وقد ذكر ذلك العلامة الشيخ أحمد الحفظي في أرجوزة له ، حسبما ذكره العلامة الأميني رحمه الله ، فراجع [3] . وهذا اللعن قد جاء من قبل أئمة الجمعة والجماعات والحكام ، الذين ما كانوا من الناس العاديين ، بل كانوا بنظر الناس يمثلون النخبة ، وأهل السياسة والمعرفة على العموم . فكانوا يثقفون المسلمين بذلك ، ويربون عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير . وهؤلاء بنظر كثير من المسلمين هم السلف الصالح ! ! للأمة ، وهم خير جيل بعد جيل الصحابة عندهم . وبهم يجب أن تكون الأسوة والقدوة ، وفيهم العلماء والحكام ، وحملة الدين ، وفيهم أيضاً كثيرون من الصحابة ، الذين رضوا
[1] معجم البلدان ج 3 ص 191 ، والغدير ج 2 ص 102 عنه . [2] الغدير ج 2 ص 102 عن الزمخشري والسيوطي ، وراجع ما ذكره عن المعتزلي أيضاً . [3] الغدير ج 2 ص 103 .