المؤمنين [1] مع أنهم يقولون بأنه لا بأس بالسكوت عن لعن إبليس كما عن أبي شريف ، بل قال الرملي : ينبغي أن لا نلعنه [2] . هذا غيض من فيض ، ولعله يكفي لإعطاء صورة عن عقلية هؤلاء الناس وعن حقيقة ما يختلج في نفوسهم . لماذا ؟ ولماذا ؟ ! : إذن ، فإن الذين يعتبرهم البعض سلفاً صالحاً له ، وهم الذين عاشوا في القرن الأول للهجرة ، خير القرون كما يدعون ثم أهل القرن الثاني إن هؤلاء قد شهدوا بأم أعينهم ، وشاركوا بأنفسهم ، بصورة فاعلة ومستمرة ، خلال عشرات السنين في الفرح والسرور في يوم قتل الحسين بن علي عليهما السلام - ، سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وريحانته ، وسيد شباب أهل الجنة . . فكيف لم يوجب ذلك خللاً وقدحاً في وثاقه وعدالة هؤلاء الناس السلف الصالح - ! ! وفيهم الصحابي ، والتابعي ، وغيرهما ؟ ! . ولماذا لم يعترض عليهم هؤلاء الذين يعترضون على مآتم عاشوراء ؟ ! ولماذا لم يفسقوهم ، كما يفسقون مقيمي المآتم ؟ ! ولماذا لم يتهموهم بالبدعة ، وبالضلال ، وبغير ذلك من اتهامات يوجهونها لمقيمي مآتم عاشوراء ؟ ! . ولماذا لم يستحلوا قتالهم ، وقتلهم ، وحرقهم مع الأطفال والنساء والصبيان بالنار ، وهم أحياء ؟ ! . كما استحلوا ذلك بالنسبة لمقيمي مأتم الحسين عليه السلام - . ولماذا ؟ ولماذا ؟ ! .