لأنفسهم أن يسيروا في ركاب الحكام ، وأن يوافقوهم على ما يعملون ويريدون . فلماذا لم يستوجب لعن وصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وصاحبه الذي لم يكن يفارقه في سفر ولا حضر تكفير هذا الجيل من الناس ، ولا استحقوا به القتل ، أو الرمي بالبدعة والضلال ، وغير ذلك ؟ . ولنفرض : أن الصحابة منهم كانوا مجتهدين ، مع أن أكثرهم كان على درجة كبيرة من الجهل بالدين وأحكامه ، فهل كان كل أفراد الأمة طيلة عشرات السنين مجتهدين معذورين أيضاً ؟ ! . وهل يصبح اجتهاد أحد في قبال نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن علياً مع الحق ، والحق مع علي ، يدور معه حيث دار ، وغير ذلك من نصوص ؟ ! . أو هل يصح هذا الاجتهاد في قبال نص الكتاب على تطهير علي وبقية أصحاب الكساء ، وفي قبال آية : * ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) * ؟ ! . وغير ذلك من نصوص كثيرة ومتواترة لا يجهلها أحد . بغض المتوكل لعلي وأهل البيت عليهم السلام - : وأما المتوكل الذي يلقب ب « محيي السنة » فبغضه لعلي وأهل بيته أشهر من ( قفا نبك ) فقد حرث قبر الحسين عليه السلام وجعله مزرعة ومنع الناس من الوفود إلى زيارته [1] .
[1] راجع : البداية والنهاية ج 10 ص 315 ، وتاريخ الأمم والملوك ط دار المعارف ج 9 ص 185 ، وتاريخ الخلفاء ص 347 ، وشذرات الذهب ج 2 ص 86 ، وتاريخ ابن الوردي ج 1 ص 309 ، وتاريخ الإسلام ( حوادث سنة 236 ) ص 18 ، 19 .