ولا ذنب لأمثال هذا الشخص إلا حبه الجارف ، الذي ما ترك له خياراً سوى اتخاذ هذا الموقف ، ولو على حساب الطعن بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وتوجيه الإهانة إليه ، أعاذنا الله من الزلل في القول ، وفي العمل ، والحمد لله على التوفيق والتسديد ، والهداية . أنا زميل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : وإذا كنا نرى : أن البعض يريد أن يعتبر قول القائل : إن النبي ليهجر فضيلة له ، فما عسانا نتوقع منه من موقف تجاه قول ذلك القائل نفسه : « أنا زميل محمد » [1] ! ! . وذلك حينما أبلغ : أن الناس يعيبون عليه تصديه لتشريع بعض الأحكام ! . فلنترك إذن الحديث حول هذا وأمثاله جانباً ، ولنتّجه إلى ذكر نماذج أخرى ، فيما يأتي . ما هو إلا ملك : وأوضح من ذلك وأصرح ما رواه ابن شبة ، من أن شريحاً النميري جاء إلى عمر بن الخطاب بعد تقلده أمر الخلافة « بكتاب رسول الله ( ص ) فأخذه فوضعه تحت قدمه ، وقال : لا ، ما هو إلا ملك . انصرف » [2] . عثرات : ثم إننا لا نخفي دهشتنا لرواية البخاري ، وأصحاب الصحاح الست وغيرهم عن كثير من النواصب ، الذين كانوا يقعون في علي عليه السلام حتى عن مادح عبد الرحمن بن ملجم لقتله أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه ورحمة منه وبركات . ولم يحكموا على شانئيه ومبغضيه عليه السلام بفسق ولا بكفر ، بل
[1] راجع : تاريخ الأمم والملوك ط الاستقامة ج 3 ص 391 ، والفائق ج 2 ص 11 . [2] تاريخ المدينة ج 1 ص 196 .