بذلك ، ثم ترتيب الآثار على هذا التصور الباطل ليس له ما يبرره . لا من عقل ، ولا عرف ، ولا شرع . وذلك أمر ظاهر ، لا يحتاج إلى مزيد بيان ، ولا إقامة برهان . سر الأسرار ، ومواجهة السب بمثله : وبعد أن أصبح واضحاً : أن كل هذه الاتهامات ، وكل ذلك الكيد ، والتحرق ، والحرص على نعت شيعة أهل البيت عليهم السلام بمختلف الألفاظ الجارحة ، والبشعة ، ثم ارتكاب الجرائم بحقهم ، نعم إن كل ذلك يرجع إلى أمر واحد ، وهو عدم اعتراف هؤلاء بشرعية حكومة الذين حكموا الأمة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . ويأتي في مرتبة أدنى عدم الاعتقاد بعدالة بعض الصحابة الذين حاربوا إمام زمانهم ، أعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - . فيرد هنا سؤال ، وهو : هل إن التجني ، وإساءة القول ، والفعل منهم تجاه الشيعة لأجل ذلك ، يبرر للشيعة أن يقابلوا السب بالسب ، والتعدي على الحرمات بمثله ؟ ! . الجواب : طبعاً ، لا . وذلك لأن على الإنسان المتوازن ، والذي يشعر بالمسؤولية الشرعية والإنسانية ، أن ينطلق في مواقفه وحركته في الحياة من خلال أخلاقياته ، ومعاييره ومفاهيمه هو ، لا من معايير الآخرين ، ومفاهيمهم ، وهذه هي سيرة الأنبياء والأولياء ، وذلك هو النص القرآني الصريح ، والواضح ، وهو يعلم أنبياء الله ورسله ، ويوجِّه المؤمنين في الحالات المشابهة ، فيأمر بالإغضاء عن جهل الجاهل ، وبمقابلة الإساءة بالإحسان ، وبالعفو عن المذنبين ، وغير ذلك من توجيهات صريحة في ان المعيار في رد الفعل هو المعايير الإسلامية والإنسانية والأخلاقية ، وليس هو مقابلة الإساءة بمثلها ، وذلك واضح لا يحتاج إلى بيان ، ولا إلى إقامة برهان .