responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صراع الحرية في عصر المفيد نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 81


بِإِحْسَانٍ ) * يراد به جميع الصحابة .
وكلا الأمرين غير ظاهر من الآية ، بل الظاهر خلافهما معاً ، فإن السابقين الأولين هم بعض الصحابة ، لا سيما مع وصف ( الأولين ) .
كما أن المراد ليس كل التابعين بل بعضهم ، وذلك لإضافة كلمة * ( بِإِحْسَانٍ ) * .
فالمراد هم خصوص التابعين الذين يصاحب تبعيتهم الإحسان .
إذن فليس كل تابع لهم مرضياً عند الله ، بل المرضي هو خصوص فريق بعينه .
ولأجل ذلك نجد : أن الله سبحانه قد حكم بفسق بعض التابعين لهم . حيث قال تعالى عن الوليد بن عقبة :
* ( إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) * [1] .
وقد قال تعالى : * ( فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) * [2] .
النتيجة :
وبعد ما تقدم ؛ فسواء أكان الحق في قضية عدالة الصحابة مع هذا الفريق ، أو مع ذلك الفريق ، فإن هذه قضية خاضعة للبحث الاجتهادي ، وليست من الأمور البديهية ، ولا هي من أصول الدين .
فالتكفير ، واستحلال الدم ، والمال ، وغير ذلك ، من أجل مسألة هي موضع جدل وبحث ، وتختلف فيها الأنظار ، والاجتهادات ، لا يعني إلا فرض الرأي على الآخرين بالقوة والقهر . وذلك أمر مرفوض جملة وتفصيلاً .
كما أن عدم الاعتقاد بعدالة جميع الصحابة لا يعني سبهم ، بل قد قلنا : إن أدب أهل البيت ، الذي هو أدب الإسلام يفرض عدم التعرض للسب والشتيمة .
فنسبة من يعتقد بعدم عدالة شخص ، أو لا يعتقد بعدالته ، إلى أنه يسبه



[1] سورة الحجرات ، آية : 6 .
[2] سورة التوبة ، آية : 96 .

81

نام کتاب : صراع الحرية في عصر المفيد نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست