بِإِحْسَانٍ ) * يراد به جميع الصحابة . وكلا الأمرين غير ظاهر من الآية ، بل الظاهر خلافهما معاً ، فإن السابقين الأولين هم بعض الصحابة ، لا سيما مع وصف ( الأولين ) . كما أن المراد ليس كل التابعين بل بعضهم ، وذلك لإضافة كلمة * ( بِإِحْسَانٍ ) * . فالمراد هم خصوص التابعين الذين يصاحب تبعيتهم الإحسان . إذن فليس كل تابع لهم مرضياً عند الله ، بل المرضي هو خصوص فريق بعينه . ولأجل ذلك نجد : أن الله سبحانه قد حكم بفسق بعض التابعين لهم . حيث قال تعالى عن الوليد بن عقبة : * ( إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) * [1] . وقد قال تعالى : * ( فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) * [2] . النتيجة : وبعد ما تقدم ؛ فسواء أكان الحق في قضية عدالة الصحابة مع هذا الفريق ، أو مع ذلك الفريق ، فإن هذه قضية خاضعة للبحث الاجتهادي ، وليست من الأمور البديهية ، ولا هي من أصول الدين . فالتكفير ، واستحلال الدم ، والمال ، وغير ذلك ، من أجل مسألة هي موضع جدل وبحث ، وتختلف فيها الأنظار ، والاجتهادات ، لا يعني إلا فرض الرأي على الآخرين بالقوة والقهر . وذلك أمر مرفوض جملة وتفصيلاً . كما أن عدم الاعتقاد بعدالة جميع الصحابة لا يعني سبهم ، بل قد قلنا : إن أدب أهل البيت ، الذي هو أدب الإسلام يفرض عدم التعرض للسب والشتيمة . فنسبة من يعتقد بعدم عدالة شخص ، أو لا يعتقد بعدالته ، إلى أنه يسبه
[1] سورة الحجرات ، آية : 6 . [2] سورة التوبة ، آية : 96 .