توفر لديه من أدلة وشواهد ، وقبل الفريق الآخر بشرعيتها ، واعتقد بها على أنها دين . فكان هذا الأمر هو السبب في أن الفريق الموالي لهؤلاء الأشخاص ، ما فتىء يهاجم الفريق الآخر ، الذي لا يعترف بشرعية خلافتهم ولا يواليهم . وهو يفسر كثيراً من القضايا من هذا المنطلق ، وعلى هذا الأساس ، فإذا أقيمت المآتم على السيدة الزهراء مثلاً ، اعتبر ذلك بمثابة اعتراض على الذين أهانوها وأغضبوها ، وماتت وهي مهاجرة لهم ، وهو إدانة لهم على ما واجهوها به من تعد وظلم . وإذا أقيمت المآتم على علي والحسين عليهما السلام فإن هذا يصب في اتجاه رفض ولاية الحكام الذين يرضيهم ما جرى عليهم ، أو ارتكبوا ذلك بحقهم فعلاً ، فتثور ثائرة محبي هؤلاء الحكام ، ويتهمون أولئك بالسب أو بغيره . أحرجوهم فأخرجوهم : ونريد أن نصرح هنا بأن الاتهام الذي كان يوجه إلى الشيعة والروافض بأنهم يسبون الصحابة ، قد نشأ على ما يظهر من الإحراج الذي كان يصيب فريقاً من الناس ، حين طرح بعض القضايا الحساسة ، بصورة مريحة ، وحرة ، فلا يجد ذلك الفريق من نفسه القدرة على مواجهة الحجة بالحجة ، والدليل بالدليل ، فكان أن التجأ إلى ركوب موجة تحريض العامة ، وإثارتهم عاطفياً . ثم التوسل بأسلوب العنف والقهر ، كوسيلة أفضل للتخلص من آثار ذلك العجز الذي يعاني منه فريق يفقد شجاعة مواجهة الواقع ، والإقرار بالحق ، والاستسلام له . وقد انعكس هذا الأمر حتى على طريقة التعبير في مؤلفات كثير من هؤلاء الناس ، حيث تجدها ترشح بالتجريح ، والسباب ، والشتائم ، وبالاتهامات بالضلال ، والرمي بالبدعة ، ثم التكفير ، والحكم على المسلمين المؤمنين بالزندقة وبالإلحاد .