فهم إذن يعتبرون الإعراب عن الرأي العلمي المستند للدليل سباً للصحابة ، وتجريحاً بالسلف . وما أبعد ذلك عن السباب . وعن التجريح . ولا نظن أنهم يجهلون الفرق بينهما ولكنها شنشنة أعرفها من أخزم . ولأمرٍ ما جدع قصير أنفه . الأساس الفكري لعدالة الصحابة : إن المناقشة في عدالة الصحابة قد أصبحت سبباً لإتهامات خطيرة للشيعة . ولا نخفي أننا نحتمل : أن المهم لمن يريدون إثبات العدالة هو ثبوتها بالنسبة لفريق بعينه ، ويكون إثباتها للجميع ما هو إلا مقدمة لذلك ، إذ : « من أجل عين ألف عين تكرم » ! ! . على أننا لا نبعد إذا قلنا : إنه لو كان الأمر يمس الفريق الآخر ، أعني من هم إلى جانب علي عليه السلام - ، لم نجد لدى هؤلاء الإخوة هذا القدر من الحماس ، أو الاهتمام لهذا الأمر ، بل ربما يكونون إلى القول بعدم عدالة الصحابة والحالة هذه أميل . أمّا فيما يرتبط بالأساس العلمي الذي يبرر به الاعتقاد بعدالة الصحابة ، فهو يعود إلى أمرين : أحدهما : أحاديث نُسبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تريد إثبات هذه الصفة للصحابة . الثاني : آيات قرآنية رأى البعض : أنها ظاهرة الدلالة على ذلك . فأما بالنسبة إلى الأمر الأول ، فقد شكك الفريق الآخر في تلك الأحاديث ، لأنه رآها منافية لأصول الإسلام ، ولكثير من الأحاديث الأخرى الثابتة الصدور عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم . ولا سيما ذلك الحديث الثابت ، الذي يؤكد على ارتداد الصحابة ، حتى لا يبقى منهم إلا مثل همل النعم ، وأن منهم من لا يرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة أصلاً ، حيث يقال