وقال ابن تغري بردى : « كان ضالاً مضلاً » [1] . وأصرح من ذلك كله قول الخطيب : « كان من أحد أئمة الضلال ، هلك به خلق من الناس ، إلى أن أراح الله المسلمين منه » [2] . وقال ابن النديم : « شاهدته ، فرأيته بارعاً » [3] . وقال غيره : « له على كل إمام منة » [4] . وقال ابن كثير : « كان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف » [5] . ويكفي لمعرفة مدى تأثير المفيد : أن نقرأ ما يذكرونه من أن عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الخفائي ، المعروف بان النقيب قد سجد لله شكراً و « جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة ، وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم » [6] . وكان يوم وفاته يوماً لم ير أعظم منه ، من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف له ، ومن المؤالف [7] . امتلأت البلاد رفضاً وسباً : وبعد ، أن من يقرأ كلام ابن كثير الآنف الذكر ، وغيره قد يتصور : أن
[1] النجوم الزاهرة ج 4 ص 258 . [2] تاريخ بغداد ج 3 ص 231 ، ولسان الميزان ج 5 ص 368 . [3] الفهرست لابن النديم ص 226 . [4] لسان الميزان ج 5 ص 368 . [5] البداية والنهاية ج 12 ص 15 ، وروضات الجنات ج 6 ص 161 . [6] تاريخ بغداد ج 10 ص 382 ، وقاموس الرجال ج 8 ص 367 ، وروضات الجنات ج 6 ص 161 عن مجالس المؤمنين ، والنجوم الزاهرة ج 4 ص 261 ، والبداية والنهاية ج 12 ص 18 ، - والمنتظم ج 8 ص 18 . [7] تنقيح المقال ج 3 ص 180 ، وقاموس الرجال ج 2 ص 364 .