وقال تعالى في القاذف : * ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) * [1] . فهاتان الآيتان في المكلفين من أهل القبلة ، والآيات قبلهما في الكافرين ، والمنافقين إلخ . . » [2] . إشارة : قد أشار بن أبي الحديد إلى أن من الحشوية من يقول : « لا ألعن الكافر ، ولا ألعن إبليس » وهذا صحيح ؛ فقد رأينا : أن بعضهم يقول : لا بأس بالسكوت عن لعن إبليس كما عن أبي الشريف [3] لكن الرملي يقول : ينبغي لنا أن لا نلعنه [4] . ولكن هؤلاء القوم الذين يتورعون عن لعن إبليس والكافر ، لا يتورعون عن سفك دماء الشيعة والروافض لمجرد أنهم لا يوافقونهم في الرأي في أمر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فتبارك الله أحسن الخالقين ! ! الأمر الثالث : الإعلان بالرأي العقائدي أو الفكري في بعض الشخصيات أو الأمور والقضايا . مع العلم بأن ذلك ربما يؤذي بل هو يؤذي حتماً جماعة أو طائفة من الناس ، ويجرح مشاعرهم ، لكون الموضوع نفسه يتميز بحساسية خاصة بالنسبة إليهم ، لأنهم قد ألزموا أنفسهم تجاه ذلك الشخص أو الأمر بالتزامات معينة ، لا يرى الآخرين صحة ما التزموه ، ولا يوافقونهم على ما انتهجوه . ففي مثل هذه الحالة ليس للطرف الذي ألزم نفسه بما لا يوافقه عليه