ثم بالنسبة إلى طرح الأمور الحادة والحساسة من قبل المفيد ، أو من قبل غيره عليه ليستفزه بها ، ثم تصديه هو لمعالجتها بصورة صريحة وواضحة . بالنسبة إلى ذلك لا بد لنا قبل أن نوضح الحق والحقيقة في هذا المجال من أن نشير إلى التفريق بين أمور ثلاثة ، قد خلط الناس بينها عن عمدٍ ، أو عن غير عمد ، وهي : السبّ والشتم للأشخاص . اللعن . إبداء الرأي الصريح في القضايا وفي الأشخاص على حد سواء . والتفريق بين هذه الثلاثة يساعد على وضع الأمور في نصابها ، ويسهم في استبعاد الفهم الخاطئ لبعض الأمور . ونقول في بيان ذلك : الأمر الأول : أما بالنسبة للسباب والشتم وأنواع الأهاجي ، فنقول : إنه أمر مرغوب عنه في الشريعة ، وقد طلب الإسلام من المؤمنين التنزه عنه ، وبين الحكمة في ذلك ، في أكثر من مورد ومناسبة . فمن ذلك قول الله سبحانه : * ( وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) * [1] . وحينما سمع أمير المؤمنين عليه السلام عمرو بن الحمق ، وحجر بن عدي يسبّان أهل الشام وهم يحاربونهم في صفّين ، نهاهما عليه السلام عن ذلك ، وكان مما قاله عليه السلام لهما :