عن رأيه ذلك الذي التزم وألزم نفسه به . ولكن هذا لا يمنع من أن يكون لذلك الرجل مكانة خاصة ومتميزة يتمتع بها . كما لا يمنع ذلك من تعظيمه وتبجيله والإشادة به وبمآثره ، وبما قدمه من نتاج علمي كبير ، وخدمات جلى ، ولغير ذلك من أمور . إذ أن عدم موافقتنا له في واحد من آرائه التي أدى إليها اجتهاده ، لا يبرر لنا أن نغمطه حقه ، وأن نتجاهل سائر الجوانب الإيجابية والمشرقة في تاريخه العلمي والإنساني . وليس ثمة خوف من أن يفسر تعظيمنا له على أنه موافقة وتبن لكل كلمة قالها ، ولكل رأي جاء به ، في الفقه والأصول ، والرجال ، والكلام ، وغير ذلك . إذ ان ذلك معناه : أننا أصبحنا نقلده دون سواه ، ولسنا مجتهدين أحراراً كما ندعي ، وللزمتنا من أجل ذلك محاذير كثيرة أخرى لا تخفى . بل لقد رأينا لبعض العلماء في بعض المذاهب آراء شاذة ، وتافهة إلى درجة مخجلة لأتباعهم ومحبيهم ، لكن ذلك لم يدعهم إلى التبرؤ منهم ، ولا إلى إنكار مقامهم العلمي فيما بينهم . مع العلم بأن من يراجع كتب الملل والنحل ، والفرق والمذاهب ، يجد : أنه كثيراً ما كانت تتفرق الفرق بسبب الاختلاف في مسألة أو مسائل فرعية وصغيرة أحياناً . ثم تركت هذه التفاريق وأصبح المذهب الواحد يتسع ليضم حتى من يتناقضون في بعض أقوالهم . وحتى في المسائل الكبيرة أيضاً . أمور ثلاثة لا بد من التفريق بينها : وفي اتجاه آخر نقول : فيما يرتبط بالسب الذي كان الاتهام به يستخدم كرأس حربةٍ للتوصل إلى ضرب الوجود الشيعي في البلاد ، واستئصاله من الجذور .