بل لقد سمعنا تصريحات من المؤرخين بأن هذا التعدي والبغي كان هو الطريقة المألوفة لذلك الفريق ، إلا إذا حال الخوف دون إقدامهم على ما اعتادوا الإقدام عليه عبر السنين المتطاولة . وما نريد أن نقوله هنا إنه رغم أن التاريخ قد كتب بيد خصوم الشيعة ، وهم المصدر الوحيد تقريباً للنصوص التاريخية المتوفرة لدينا . ورغم حرص المؤرخين الظاهر على اتهام الشيعة بكل شنيع وقبيح . نعم رغم ذلك ، فإنك لا تكاد تجد ولو مورداً واحداً ، يصرح هؤلاء المؤرخون والرواة فيه بأن الشيعة هم البادئون في قتال ، أو عدوان على خصومهم . ولو أنهم وجدوا مورداً واحداً يكون الشيعة فيه هم المعتدون لكان ابن كثير وابن الجوزي ، وابن تغري بردى ، وأمثالهم من أسخى الناس على الشيعة بالألقاب الشنيعة ، واللاذعة ، ونعتهم بأبشع الصفات ، ووصمهم بأنواع التهم ، ولسلقتهم منهم ألسنة حداد بقواذع القول ، وقوارع الكلم . ولكن غاية ما رأيناه من هؤلاء هو لوم الروافض ( ولنتوقف قليلاً عند هذا النعت ) على ما زعموه بدعة وسباً ، وهو إقامة العزاء في يوم عاشوراء ، والاحتفال بيوم الغدير الأغر . هل أسهم الحكام في إذكاء الفتنة ؟ ! : وربما يجد البعض مبررات يعتقد أنها تكفي للتشكيك بنوايا الحكام ودورهم فيما يرتبط بإثارة الفتنة أحياناً . حيث يجد في بعض النصوص ما يشير إلى أنهم قد أسهموا في إثارة المشاعر المذهبية . وتكريس الإنقاسامات والصراعات على أساس من التعصب الديني والمذهبي . وكأنه يريد أن يتهم معز الدولة بأنه كان يريد الإبقاء على حالة التوتر ، التي