5 - سنة 422 ه . كان حادث مسجد براثا أيضاً [1] . 6 - سنة 422 ه . هاجت الفتن بين السنة والشيعة ببغداد ، وقتل عدة ، وأشرف أهل الكرخ على التلف . . إلى أن قال : فأحرقت أربع مئة وأربعة أسواق [2] . ويستمر هذا المسلسل المخيف والمرعب باطراد عبر السنين والأعوام إلى أن ينتهي بفتوى الشيخ نوح بقتل الشيعة في حلب [3] . ثم فتوى ابن تيمية بقتل الشيعة في الجرد وكسروان في لبنان [4] . فكانت المجازر قائمة على ساق وقدم . والله هو الحاكم غداً * ( يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ) * ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . أما ما جرى على الشيعة بعد ذلك ، فهو أيضاً على هذا النسق ووفق ذلك المنوال ، عصمنا الله من الزلل في القول وفي العمل . لو كان الروافض هم البادئون : كانت تلك طائفة من الحوادث ، التي جرت خلال ستين سنة من حية الشيخ المفيد ، وقد عايشها بعقله ، وروحه ، ووعيه ، ومشاعره . وقد رأينا : أن المؤرخين قد أوضحوا في جلها بأن البغي والاعتداء ، كان من فريق بعينه . وكان الشيعة هم الضحية .
[1] المنتظم ج 8 ص 41 - 45 . [2] دول الإسلام ص 220 . [3] تاريخ الشيعة ص 147 - 148 وحلب والتشيع ص 154 فما بعدها . [4] أضواء على المسلمين في بلاد جبيل وكسروان ص 61 - 65 عن تاريخ بيروت ص 27 ، وعن مجلة العرفان ، العدد الأول ، ج 72 ص 65 ، وعن مصادر أخرى ، وراجع : صبح الأعشى ج 13 ص 252 ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ص 69 - 95 ، وراجع : ص 89 ، وراجع : البداية والنهاية ج 12 ص 35 ، وراجع : ص 12 .