والمحبة ، والألقاب الفخمة في كلماتهم ، وهم يتحدثون عن هذا المرسوم وعن الذي أصدره وعن الرجل الذي نفذه ، مع تخير ألفاظ مضادة لذلك تماماً للتعبير عن الفرق التي يراد سحقها ، وتدميرها ، وإبادتها . وحتى وهم يتحدثون عن القتل ، والصلب ، فإنهم لا يهملون الإشارة إلى التكفير أو ما هو من قبيله ؛ بالإضافة إلى استعمالهم الألفاظ التي تتضمن النبز والانتقاص باعتقادهم للفرق الضحايا . مثل : رافضة ، وأهل البدع . ومقالات مخالفة للإسلام إلخ . وأخيراً . . فإننا نوصي القارئ الكريم بأن يحتفظ في ذاكرته بآخر عبارة للمؤرخين لهذه الحادثة ، وهي قولهم : « وصار ذلك سنة في الإسلام » ! ! لا ندري أي إسلام يقصدون ، وعن أي إسلام يتحدثون . هل المقصود إسلام الحكام والسلاطين . وإسلام الجمود والخمود ، وإسلام الغثاء والغثر [1] على حد تعبير البعض [2] . وإسلام الجبرية والبطش ؟ ! أم هو الإسلام المحمدي الفطري والصافي ، القائم على الدليل والبرهان ، وإسلام العلماء ، والأولياء والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ؟ لا شك أنهم يقصدون الإسلام بالمعنى الأول المزيف لا الإسلام الحقيقي والأصيل . ليس هذا هو كل شيء : قد ذكرنا فيما تقدم أحداثاً جرت في خلال ستين سنة ، وهي توضح لنا : أنه قد كان هناك جماعة لا تقف عند حد ، ولا يردعها رادع ، ولا يمنعها مانع
[1] الغثاء بالضم والمد في الأصل : ما يجيء فوق السيل ، مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره ، أطلقت عليهم على المجاز ، والغثر بضم فسكون - : جمع « أعثر » أصله سفلة الناس وأراذلهم . [2] تأويل مختلف الحديث ص 80 .