عن ارتكاب أبشع الجرائم في حق الأبرياء والعزل من الناس . وكانت تفتعل الفتن ، وتثير الحروب خصوصاً ضد أهل الكرخ في بغداد ، لا سيما في مناسبة عاشوراء من كل عام ، ثم في مناسبة يوم الغدير الأغر . وما ذكرناه هنا فإنما هو خصوص النصوص التي صرحت أو ألمحت إلى حصول التعدي ، والبغي من قبل فئة بعينها . ولكن من الواضح : أن ما ذكرناه وإن كان كثيراً جداً بالنسبة لهذه الفترة الزمنية القصيرة . حيث إنه يزيد عن ثلث المدة التي ألزمنا أنفسنا بالحديث عنها . إلا أنه ليس هو كل ما حصل ، فقد بقيت هناك فتن كبيرة وكثيرة جرت أيضاً في العديد من السنين في هذه الفترة ذاتها . وقد احتفظ لنا التاريخ ، الذي دون من قبل المتعصبين على الشيعة ببعض إشارات إليها . دون أن يوضحوا أسباب ذلك بصورة كافية . ونحن هنا نشير إلى فهرسة إجمالية لها ، حسبما توفر لنا الاطلاع عليه في هذه العجالة ، وهي التالية : 25 - سنة 351 ه . « فيها في جمادى الأولى كانت فتنة بالبصرة وبهمذان أيضاً بين العامة ، بسبب المذاهب ، قتل فيها خلق كثير » [1] . . 26 - سنة 379 ه . « فيها وفي التي تليها أشتد البلاء ، وعظم الخطب ببغداد بأمر العبادين ( الصحيح : العيارين ) ، صاروا حزبين ، ووقعت بينهم حروب ، واتصل القتال بين أهل الكرخ ، وباب البصرة ، وقتل طائفة ، ونهبت أموال الناس ، وتواترت الفتن ، وأحرق بعضهم دور بعض » [2] . 27 - سنة 380 ه . قد تقدم آنفاً : أن القتال اتصل بين أهل الكرخ وباب البصرة . وجاء في نص آخر : « لما سار بهاء الدولة عن بغداد ثار العيارون بجانبي بغداد ، ووقعت الفتن بين السنة والشيعة ، وكثر القتل بينهم . وزالت الطاعة ، وأحرق عدة محال ،
[1] الكامل في التاريخ ج 8 ص 544 ، وراجع : البداية والنهاية ج 11 ص 241 . [2] مرآة الجنان ج 2 ص 408 .